الفرق بين العلاج الكيماوي والموجه | مركز أمل لعلاج الأورام

في معركة الإنسان ضد مرض السرطان، شهدت العقود الأخيرة تطورات هائلة في أساليب العلاج، أبرزها الانتقال من العلاجات التقليدية إلى علاجات أكثر تخصصاً. يُعدّ الفرق بين العلاج الكيميائي والعلاج الموجه نقلة نوعية في فلسفة العلاج، حيث انتقلنا من طريقة علاج تُؤثر على الخلايا سريعة الانقسام إلى طريقة علاج دقيقة تستهدف آليات محددة داخل الخلايا السرطانية. هذا التحول جاء نتيجة فهم أعمق للبيولوجيا الجزيئية للأورام، مما فتح آفاقاً جديدة للعلاج الشخصي الذي يراعي الخصائص الفردية لكل ورم ومريض.

في هذا المقال، سنستعرض كلا النهجين، ونقارن بينهما، ونتعرف على كيفية اختيار الأطباء للعلاج المناسب.

ما هو العلاج الكيماوي؟

العلاج الكيماوي هو نوع من علاج السرطان يستخدم فيه أدوية قوية؛ لتدمير الخلايا السرطانية ومنع نمو الورم. يعمل هذا العلاج من خلال قتل الخلايا السريعة النمو، بما في ذلك الخلايا السرطانية، لكنه قد يؤثر أيضًا على الخلايا السليمة، مثل تلك في الشعر والأمعاء.
أنواع العلاج الكيميائي متعددة، مثل العلاج الذي ينتشر عبر الدم، أو العلاج الموضعي المباشر على الورم.
يُستخدم العلاج الكيماوي؛ لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، سواء بغرض الشفاء أو للسيطرة على الانتشار أو حتى لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، يتساءل الكثيرون: هل العلاج الكيميائي مؤلم؟ في الواقع، العملية نفسها غير مؤلمة، لكن أعراض العلاج الكيماوي قد تكون مؤلمة جسديًا ونفسيًا، مثل الغثيان والإرهاق العام.
تعمل الأدوية الكيميائية عن طريق إتلاف الجينات داخل نواة الخلية، مما يمنع انقسامها إلى خلايا جديدة.
يُؤخذ العلاج الكيماوي عادةً عبر الوريد أو الفم، وقد يستمر لأشهر حسب مرحلة السرطان. فعلى الرغم من فعاليته، فإنه يتطلب مراقبة دقيقة للحد من التأثيرات الجانبية.

ما هو العلاج الموجه؟

العلاج الموجه هو نوع من علاج السرطان يستهدف التغييرات الجينية أو البروتينات الخاصة بالخلايا السرطانية التي تساعدها على النمو والانتشار.
بخلاف العلاج الكيماوي، يركز العلاج الموجه على الجوانب الدقيقة في الخلايا السرطانية دون التأثير الواسع على الخلايا السليمة.
يعمل من خلال منع الإشارات التي تروج لنمو الخلايا السرطانية أو تعطيل تنظيم دورة الخلية.
يُعتبر العلاج الموجه جزءًا من الطب الدقيق، حيث يعتمد على اختبارات جينية؛ لتحديد الأهداف المحددة في الورم. على سبيل المثال، قد يستهدف بروتينات تساعد في نمو الأوعية الدموية أو الجينات المسببة للسرطان.
يتساءل البعض: هل العلاج الموجه فعّال؟ نعم، في بعض الحالات، يمكن أن يكون فعالاً بنسبة تصل إلى 80%، مقارنة بـ30% للعلاج التقليدي.
أما عند الحديث عن هل العلاج الموجه مؤلم؟ فهو أقل إيلامًا من العلاج الكيميائي، لكن قد يسبب آثارًا جانبية، مثل الطفح الجلدي.
يُستخدم العلاج الموجه لأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي أو الرئة، ويمكن أن يكون بديل العلاج الكيميائي في الحالات التي تتوفر فيها أهداف جينية.

مقارنة بين العلاج الكيميائي و العلاج الموجه

المعيار / الخاصية	العلاج الكيميائي	العلاج الموجه
آلية العمل	قتل خلايا سريعة الانقسام في الجسم كله.	يستهدف بروتينات أو طفرات جينية معينة موجودة داخل الخلايا السرطانية فقط.
نطاق التأثير	عام (خلايا سرطانية وسليمة)	تأثير دقيق ومحدد على الخلايا المصابة فقط.
الأشخاص المستفيدون من العلاج	مرضى السرطان في المراحل المتقدمة أو في الحالات التي يكون فيها الورم منتشراً في أكثر من مكان.	مرضى أنواع معينة من السرطان التي تحتوي خلاياها على صفات جينية خاصة، مثل بعض حالات سرطان الثدي التي يكون فيها بروتين HER2 موجب)
أعراض جانبية شائعة	تساقط الشعر، غثيان، ضعف المناعة، إرهاق عام.	طفح جلدي، اضطرابات جلدية، أحيانًا آثار على القلب أو الكلى.
من يجب أن يتجنبه	المرضى الذين يعانون من ضعف شديد بالجسم، أو أمراض كبد وكلى حادة، وكذلك الحوامل والمرضعات.	المرضى الذين لا يحمل ورمهم الطفرات الجينية المستهدفة، أو من لديهم حساسية تجاه أدوية العلاج الموجه.
فعالية في تثبيط الورم	فعّال خاصةً عند دمجه مع الجراحة أو العلاج الإشعاعي، لكن قد تكتسب الخلايا السرطانية مقاومة له مع الوقت.	في كثير من الحالات يحسّن مدة بقاء المرض دون تطور (PFS)، أي يساعد على إيقاف نمو الورم لفترة أطول قبل أن يعود للنشاط مرة أخرى.

كيف يختار الطبيب نوع العلاج المناسب

يختار الطبيب بين العلاج الكيميائي والعلاج الموجه بناءً على عوامل متعددة، مثل نوع السرطان، مرحلته، صحة المريض، وهل يوجد طفرات جينية من عدمه.

يقوم الطبيب المختص بالإجراءات التالية:

يُجرى فحوصات جينية؛ لتحديد إذا كان الورم يحتوي على أهداف محددة تجعل العلاج الموجه فعالاً أم لا. فإذا كان السرطان واسع الانتشار دون أهداف جينية، يُفضل العلاج الكيماوي؛ لتأثيره الواسع.
يُقيّم العمر والحالة الصحية العامة، حيث قد يكون بديل العلاج الكيميائي أفضل لكبار السن؛ لتقليل الآثار الجانبية.
في الحالات المتقدمة، قد يُجمع الطبيب بين نوعي العلاج؛ لتعزيز الفعالية.

الأسئلة الشائعة

هل العلاج الموجه أفضل من الكيماوي؟

في بعض الحالات، نعم خاصة إذا كان الورم يحمل علامة جزيئية قابلة للاستهداف. العلاج الموجه يقلل من الأعراض الجانبية، ويحسن نوعية الحياة، ويؤخر تقدم المرض. لكن ليس كل الأورام تستفيد منه، لذا ليس دائمًا الأفضل بشكل مطلق.

هل ينتشر السرطان أثناء العلاج الموجه؟

لا، العلاج الموجه لا يسرّع انتشار السرطان. لكنه قد يفقد فعاليته إذا طوّرت الخلايا المقاومة (تغيرات جينية)؛ لذلك قد يحتاج المريض لتحليل جزيئي جديد وتغيير الدواء أو الجمع مع طرق أخرى.

هل يمكن الجمع بين العلاج الكيماوي والموجه؟

نعم، يمكن الجمع لتحسين النتائج، حيث يعزز العلاج الموجه تأثير العلاج الكيماوي مع تقليل الآثار الجانبية.

تواصل مع عيادات هوب كيور الآن، واحصل على علاجك المناسب تحت إشراف طبي مميز!

الخاتمة:

يبقى الفرق بين العلاج الكيميائي والعلاج الموجه أساسياً في التخطيط العلاجي لأي مريض بالسرطان. حيث يتميز العلاج الكيميائي بقدرته على معالجة الأورام المنتشرة بشكل شامل، بينما العلاج الموجه يقدم نهجًا أدق وأكثر انتقاءً مع آثار جانبية أقل. اختيار المسار الأنسب يعتمد على نوع الورم، حالته الجزيئية، مرحلة المرض، بالإضافة إلى صحة المريض العامة.

في النهاية، لا علاج يُعد الأنسب للجميع، بل الأنسب لكل مريض على حدة. فالقرار يجب أن يكون علميًّا وشخصيًّا، بالتعاون بين المريض وفريقه الطبي.

المصادر:

كُتِبَ بواسطة:

الأستاذ الدكتور محمد سعد العشري

أستاذ علاج الأورام بكلية الطب بجامعة المنصورة – المدير الإكلينيكي لمجموعة مراكز أمل لعلاج الأورام – عضو الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام – عضو الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام – الرئيس السابق للجمعية الإكلينيكية الدولية لعلاج الأورام