ما الفرق بين سرطان القولون والقولون العصبي؟
كثيراً ما يخلط الناس بين أعراض أمراض القولون المختلفة، خاصةً بين سرطان القولون والقولون العصبي. ورغم أن بعض العلامات قد تتشابه، إلا أن هناك فروقاً جوهرية تميز كل حالة عن الأخرى، حيث إن الفهم الدقيق لهذه الفروق يُسهّل التشخيص المبكر ويمنع التأخر في العلاج.
سنركز في هذا المقال على الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي مع إبراز الاختلافات في الأسباب، التشخيص، وكذلك العلاج بحيث تستطيع فيما بعد التمييز بوضوح بين الحالتين.
ما هو سرطان القولون؟
سرطان القولون هو أحد أنواع السرطانات التي تصيب الأمعاء الغليظة، ويبدأ عادة بتكوّن زوائد صغيرة تُسمى “سلائل” على جدار القولون الداخلي، ومع مرور الوقت إذا أُهملت الحالة تتحول إلى أورام سرطانية.
يتميز هذا المرض بأنه قد لا يُظهر أعراضاً واضحة في مراحله المبكرة، مما يجعل فحص سرطان القولون أمراً ضرورياً بعد سن الخمسين أو عند وجود تاريخ عائلي للإصابة.
ما هو القولون العصبي؟
القولون العصبي أو متلازمة الأمعاء المتهيجة هو اضطراب وظيفي يصيب الأمعاء الغليظة دون وجود خلل عضوي. أي أن الأنسجة سليمة، لكن الأمعاء تتفاعل بشكل غير طبيعي مع الطعام أو التوتر العصبي. يعتبر القولون العصبي مرضاً مزمناً لكنه غير خطير، ولا يؤدي إلى تلف الأمعاء.
ما الفرق العام بين سرطان القولون والقولون العصبي؟
يكمن الاختلاف الجوهري في طبيعة كل مرض، حيث يعتبر سرطان القولون مرض عضوي ناتج عن نمو خلايا سرطانية داخل الأمعاء الغليظة، بينما القولون العصبي هو اضطراب وظيفي يؤثر على حركة الأمعاء دون وجود تغيرات عضوية.
هذا الفرق الأساسي ينعكس على كل شيء، بدءاً من الأعراض، وصولاً إلى طرق التشخيص والعلاج.
في سرطان القولون، قد تظهر تغيّرات في شكل براز سرطان القولون، مثل أن يصبح رفيعاً أو داكن اللون، وغالباً يكون مصحوباً بنزيف دموي أو فقدان وزن غير مبرر.
- بينما في القولون العصبي، يكون التغير في شكل البراز في القولون العصبي ناتجاً عن اضطراب حركة الأمعاء، يتراوح بين الإمساك والإسهال، مع ملاحظة شكل براز القولون العصبي غير المستقر من يومٍ لآخر دون وجود دم في الغالب.
ما الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي؟
العنصر | سرطان القولون | القولون العصبي |
|---|---|---|
نوع المرض | مرض عضوي بسبب نمو خلايا سرطانية | اضطراب وظيفي في حركة الأمعاء |
طبيعة الأعراض | تتطور تدريجياً وتزداد سوءاً مع الوقت | تظهر بشكل متقطع وترتبط بالتوتر أو نوعية الطعام |
الألم | قد يكون مستمراً ولا يزول بعد الإخراج | يخف الألم غالباً بعد التبرز |
شكل البراز | قد يكون رفيعاً أو يشبه الشريط، مع وجود دم (يُلاحظ في براز سرطان القولون) | يتغير القوام بين الإمساك والإسهال، (شكل براز القولون العصبي) متقلب |
الأعراض المصاحبة | فقدان وزن غير مبرر، فقر دم، تعب عام | انتفاخ، غازات، بدون فقدان وزن ملحوظ |
نزيف البراز | شائع في سرطان القولون حتى لو كان دماً خفياً | نادر جداً في القولون العصبي |
هذا الجدول يوضح بشكل عملي اعراض القولون العصبي والفرق بينها وبين أعراض سرطان القولون، مما يساعد على التمييز بينهما بشكل أسرع.
هل يتحوّل القولون العصبي إلى سرطان القولون؟
رغم تشابه بعض الأعراض، إلا أن القولون العصبي لا يتحوّل إلى سرطان القولون؛ لأنه اضطراب وظيفي لا يسبب نمو خلايا غير طبيعية.
الفرق هنا أن سرطان القولون يبدأ من تغيّر خلوي يؤدي إلى تكوّن أورام، بينما القولون العصبي عبارة عن خلل في حركة الأمعاء دون أي تغيّر في الأنسجة. ومع ذلك، يكمن الخطر في تجاهل أعراض جديدة ظناً أنها جزء من القولون العصبي بينما قد تكون علامات مبكرة للسرطان، خاصةً عند ملاحظة دم في البراز أو تغيّر مستمر في الإخراج.
الفرق بين أسباب سرطان القولون والقولون العصبي
تعكس الأسباب طبيعة كل مرض كالتالي:
سرطان القولون: يرتبط بعوامل وراثية، النظام الغذائي منخفض الألياف، السمنة، التدخين، وأيضاً تقدم العمر؛ لذا السبب الرئيسي هو الطفرات الجينية التي تؤدي إلى نمو خلايا غير طبيعية.
- القولون العصبي: أسبابه ترتبط بالتوتر النفسي واضطراب إشارات الأعصاب بين الدماغ والأمعاء، مع حساسية الجهاز الهضمي لأنواع معينة من الأطعمة.
هنا الفرق واضح: الأول عضوي وجيني، والثاني وظيفي ونفسي غالباً.
الفرق بين تشخيص سرطان القولون والقولون العصبي
سرطان القولون: يعتمد تشخيصه على وسائل مباشرة، مثل فحص سرطان القولون بالمنظار، تحليل البراز للكشف عن الدم الخفي، بالإضافة إلى بعض فحوصات الدم.
القولون العصبي: التشخيص فيه يتم بالاستبعاد؛ أي أن الطبيب يستبعد أي أمراض عضوية مثل السرطان، ثم يعتمد على الأعراض النمطية؛ لتأكيد الإصابة.
الفرق الجوهري أن السرطان يُثبت بوجود دليل عضوي، بينما القولون العصبي لا يظهر في الفحوصات لأن الأنسجة سليمة.
هل يوجد فرق بين علاج سرطان القولون والقولون العصبي؟
نعم، هناك فرق جذري بين خطة العلاج لكل حالة:
سرطان القولون: يعتمد على إزالة الورم جراحياً، مع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي حسب المرحلة، أي أن الهدف هو القضاء على الخلايا السرطانية ومنع انتشارها.
- القولون العصبي: يركز على التحكم في الأعراض من خلال تعديل النظام الغذائي، استخدام أدوية مضادة للتشنجات، مع إدارة التوتر بشكل سليم.
الفرق أن الأول علاج مرض عضوي خطير، والثاني إدارة اضطراب وظيفي مزمن.
الوقاية من سرطان القولون والقولون العصبي
الوقاية من سرطان القولون: تناول غذاء غني بالألياف، ممارسة الرياضة، تجنب التدخين والكحول، والأهم إجراء فحص سرطان القولون الدوري خاصةً بعد سن الخمسين أو مع وجود تاريخ عائلي لهذا المرض.
- الوقاية من القولون العصبي: التحكم في التوتر، تجنب تناول الأطعمة التي تثير الأعراض، والحفاظ على نظام غذائي متوازن.
الفرق أن الوقاية من السرطان تركز على عوامل نمط الحياة والكشف المبكر، بينما القولون العصبي يعتمد على إدارة العوامل المثيرة للأعراض.
الخاتمة:-
ختاماً، يمكن القول إن الفرق بين أعراض سرطان القولون والقولون العصبي نقطة محورية؛ لفهم الحالتين والتعامل معهما بالشكل الصحيح. فإن سرطان القولون مرض عضوي يتطور تدريجياً وقد تكون أعراضه صامتة في البداية، بينما القولون العصبي اضطراب وظيفي مزمن لكنه غير خطير إذا أُدير بطريقة سليمة. إدراك هذه الفروق يساعد على عدم الخلط بين العلامات، ويضمن اللجوء إلى الفحوصات الطبية اللازمة عند ملاحظة أي تغيرات مقلقة كوجود دم في البراز أو تغير مستمر في العادات الهضمية.
فالوعي هو خط الدفاع الأول، والاكتشاف المبكر يصنع الفارق في العلاج والشفاء!
المصادر:-
- Mayo Clinic. (2024). Colon cancer – Symptoms and causes.
- American Cancer Society. (2024). Colorectal Cancer Facts & Figures.
- National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK). (2024). Irritable Bowel Syndrome (IBS).
- Cleveland Clinic. (2024). Hereditary Colon Cancer.




