ماهو العلاج الهرموني للسرطان وكيف يساعد في علاج السرطان؟

الأستاذ الدكتور محمد سعد العشري

 أستاذ علاج الأورام بكلية الطب بجامعة المنصورة – المدير الإكلينيكي لمجموعة مراكز أمل لعلاج الأورام – عضو الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام – عضو الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام – الرئيس السابق للجمعية الإكلينيكية الدولية لعلاج الأورام

العلاج الهرموني للسرطان

المحتويات

يُعد العلاج الهرموني للسرطان أحد الأساليب الطبية المهمة في مواجهة أنواع معينة من السرطان، حيث يعتمد على تغيير أو تثبيط تأثير بعض الهرمونات في الجسم التي تلعب دورًا في نمو الخلايا السرطانية.

لقد بات العلاج الهرموني للسرطان خيارًا مهمًا ضمن الخطط العلاجية، سواء كعلاج رئيسي، أو كعلاج مساعد بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي، بهدف تقليل خطر عودة السرطان، وعلى الرغم من فعاليته الكبيرة، إلا أن هناك العديد من الجوانب التي يجب فهمها، مثل كيفية عمله، فوائده، آثاره الجانبية، وأنواعه المختلفة.

تعريف العلاج الهرموني: فهم الأساس العلمي

الهرمونات هي بروتينات أو مواد يصنعها الجسم تساعد في التحكم في كيفية عمل أنواع معينة من الخلايا، تطلق الغدد الهرمونات في مجرى الدم، ومنها إلى الأعضاء، ولا يمكن للجسم أن يعمل بدون هرمونات.

إذًا ماهو العلاج الهرموني؟  يُطلق على علاج السرطان بالهرمونات العلاج الهرموني، ويُستخدم بشكل شائع في سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، لكنه قد يكون فعالًا أيضًا مع أنواع أخرى.

تحتاج بعض الخلايا السرطانية إلى هرمونات للنمو والتكاثر والانتشار، يعمل العلاج الهرموني عن طريق منع الخلايا السرطانية من الوصول إلى الهرمونات التي تحتاجها للنمو، يمكن للعلاج الهرموني منع أو خفض كمية الهرمونات في الجسم لإيقاف أو إبطاء نمو السرطان.

كيف يعمل العلاج الهرموني على وقف نمو الخلايا السرطانية؟

يمكن للعلاج الهرموني منع أو خفض كمية الهرمونات في الجسم لإيقاف أو إبطاء نمو السرطان، فهو يوقف إنتاج الهرمونات أو يمنعها من جعل الخلايا السرطانية تنمو وتنقسم.

تعمل أنواع مختلفة من العلاج الهرموني بطرق مختلفة، حيث يمكنها:

  • منع الجسم من إنتاج الهرمون: ويتم ذلك باستخدام أدوية تمنع إفراز هذه الهرمونات من الغدد المسؤولة عنها، مثل المبايض أو الخصيتين.
  • تغيير الهرمون بحيث لا يعمل كما ينبغي: بعض الأدوية المستخدمة في العلاج الهرموني تقوم بتغيير شكل الهرمون أو منعه من الارتباط بالخلايا السرطانية، مما يجعله غير قادر على تحفيز نمو الورم
  • منع الهرمون من الارتباط بالخلايا السرطانية: باستخدام الأدوية التي تمنع ارتباط الهرمون بمستقبلاته على الخلايا السرطانية، مما يعيق نموها.
  • التدخل الجراحي لتقليل الهرمونات: في بعض الحالات، يقوم الجراحون بإزالة الغدد التي تنتج الهرمونات التي تستخدمها الخلايا السرطانية للنمو.

 

السرطانات التي يتم علاجها باستخدام العلاج الهرموني

قد يلجأ الأطباء إلى العلاج الهرموني لعلاج سرطان البروستاتا وسرطانات أخرى تسمى السرطانات المعتمدة على هرمون الاستروجين، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان الرحم، وهو ما يُطلق عليه علاج السرطان الهرموني.

سرطان الثدي

يُعتبر سرطان الثدي الهرموني الإيجابي من أكثر أنواع السرطانات التي تستجيب للعلاج الهرموني، حيث يعتمد على هرمون الإستروجين والبروجستيرون في نموه، يتم استخدام العلاج الهرموني في هذه الحالات لمنع هذه الهرمونات من تحفيز الورم.

العلاج الهرموني لسرطان الثدي

  • مثبطات الأروماتاز ​​(AIs)، مثل أناستروزول، إكسيميستان، وليتروزول.
  • منظمات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs)، مثل تاموكسيفين ورالوكسيفين.
  • مضادات هرمون إطلاق الهرمون الملوتن (LHRH)، مثل جوسيريلين، ليوبروليد، وتريبتوريلين.
  • مضادات مستقبلات الإستروجين، مثل فولفيسترانت وتورميفين.

الآثار الجانبية للعلاج الهرموني لسرطان الثدي

  • الغثيان والقيء.
  • زيادة الوزن.
  • التعب.
  • ألم المفاصل.
  • الهبات الساخنة.
  • ألم أو تورم الثديين.

سرطان البروستاتا

يُعد سرطان البروستاتا من أكثر السرطانات التي تعتمد على هرمون التستوستيرون في النمو والانتشار، لذا يُستخدم العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا كوسيلة لإبطاء تقدم المرض، إما بمفرده أو بالتزامن مع العلاج الإشعاعي.

العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا

  • مضادات الأندروجين، مثل أبالوتاميد، وإنزالوتاميد، ودارولوتاميد، وبيكالوتاميد، وفلوتاميد، ونيلوتاميد (وتسمى أيضًا العلاج بالحرمان من الأندروجين أو ADT).
  • مضادات هرمون إطلاق الهرمون الملوتن (LHRH)، مثل جوسيريلين وليوبروليد وتريبتوريلين وديجاريليكس.
  • مثبطات CYP17، مثل أبيراتيرون وكيتوكونازول.
  • الجراحة لإزالة الخصيتين (المعروفة باسم استئصال الخصية أو الإخصاء الجراحي).

الآثار الجانبية للعلاج الهرموني لسرطان البروستاتا

  • زيادة الوزن.
  • ضعف الانتصاب.
  • هشاشة العظام.
  • ضعف الرغبة الجنسية.

سرطان بطانة الرحم

يُستخدم العلاج الهرموني في بعض حالات سرطان بطانة الرحم، حيث يساعد على تقليل تأثير هرمون الإستروجين الذي يعزز نمو الخلايا السرطانية في الرحم.

العلاج الهرموني لسرطان الرحم

  • البروجستينات، مثل أسيتات ميدروكسي بروجسترون أو أسيتات ميجيسترول.
  • محفزات هرمون إطلاق الهرمون الملوتن (LHRH)، مثل جوسيريلين وليوبروليد.
  • منظمات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs)، مثل تاموكسيفين ورالوكسيفين.
  • مثبطات الأروماتاز ​​(AIs)، مثل ليتروزول وأناستروزول وإكزيميستان.

الآثار الجانبية للعلاج الهرموني لسرطان بطانة الرحم

  • التعرق الليلي.
  • الهبات الساخنة.
  • زيادة الوزن.

سرطان الغدة الكظرية

هو نوع نادر من السرطانات يؤثر على الغدة الكظرية، التي تقع فوق الكليتين وتنتج هرمونات مهمة مثل الكورتيزول، الألدوستيرون، والأدرينالين. العلاج يعتمد على مدى انتشار الورم ويشمل الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني.

العلاج الهرموني لسرطان الغدة الكظرية

  • محفزات الأدرينالية، مثل ميتوتان.
  • مضادات مستقبلات الإستروجين، مثل فولفيسترانت وتورميفين.
  • منظمات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs)، مثل تاموكسيفين ورالوكسيفين.

الآثار الجانبية للعلاج الهرموني لسرطان الغدة الكظرية

  • الغثيان والقيء.
  • الإسهال.
  • الدوخة والتعب.
  • اضطرابات في وظائف الكبد.
  • آلام في المعدة.
  • تغيرات في مستويات السكر في الدم.

مميزات العلاج الهرموني بالمقارنة بالعلاجات الأخرى

العلاج الهرموني يُستخدم في بعض حالات السرطان، خاصةً إذا كان الورم يؤثر على إنتاج الهرمونات؛ بالمقارنة مع الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، هناك بعض المميزات لهذا النوع من العلاج:

  1. أقل تدخلاً من الجراحة: العلاج الهرموني يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض بدون الحاجة إلى تدخل جراحي في بعض الحالات المتقدمة.
  2. تقليل إنتاج الهرمونات السرطانية: وهو من مميزات العلاج الهرموني لسرطان الثدي  حيث يقلل من إنتاج الهرمونات ويخفف الأعراض، مثل هرمون الأندروجينات. 
  3. إمكانية استخدامه مع العلاجات الأخرى: يمكن الجمع بين العلاج الهرموني والعلاج الكيميائي لزيادة الفعالية، خاصةً في الحالات المتقدمة، كما يُستخدم أيضًا بعد الجراحة لمنع عودة الورم أو تعويض نقص الهرمونات.
  4. آثار جانبية أقل من العلاج الكيميائي والإشعاعي: فالعلاج الكيميائي يؤثر على الخلايا السليمة إلى جانب السرطانية، مما يؤدي إلى تساقط الشعر، والغثيان، وتراجع المناعة. 
  5. مفيد في الحالات غير القابلة للجراحة: إذا كان الورم منتشرًا ولا يمكن استئصاله، فإن العلاج الهرموني يمكن أن يساعد في السيطرة على المرض وإبطاء تقدمه.

استشارة أونلاين: احجز موعدًا مع الدكتور لتحديد خطة العلاج الأنسب

احجز موعدك الآن مع الدكتور محمد سعد العشري، واحصل على استشارة طبية دقيقة ومخصصة لحالتك. 

بفضل خبرته الواسعة، سيحدد لك أفضل خطة علاج تناسب احتياجاتك الصحية، مع متابعة شاملة تضمن لك أفضل علاج، لا تدع المسافة تعيق حصولك على الرعاية التي تستحقها – احجز استشارتك الآن وابدأ رحلة التعافي بثقة!

يُعد العلاج الهرموني للسرطان إحدى الأدوات الفعالة في مكافحة هذا المرض، خاصةً في الحالات التي يكون فيها النمو السرطاني مرتبطًا بالهرمونات.

ومع ذلك، فإن فعاليته تختلف من حالة لأخرى، وقد يتطلب الدمج مع علاجات أخرى مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي لتحقيق أفضل النتائج. لذا، فإن استشارة الطبيب المتخصص أمر ضروري لاختيار الخطة العلاجية الأكثر ملاءمة لكل مريض.

references

cancer.gov

cancerresearchuk.org

Scroll to Top