يعد الورم الليفي في الرحم أكثر أنواع الأورام غير السرطانية شيوعًا في الجهاز التناسلي عند الإناث، وقد تنمو في أجزاء مختلفة من الرحم، فما أسباب و علاج الورم الليفى فالرحم
ما هو الورم الليفي في الرحم
يُعد الورم الليفي في الرحم من الأورام الحميدة التي تتكون من الألياف العضلية والأنسجة الضامة، ويمكن أن يصيب النساء في مختلف مراحل العمر، وخاصةً النساء في سن الإنجاب، ويمكن أن يسبب الورم الليفي أعراضًا مؤلمة وتأثيرات سلبية على الصحة العامة
الجدير بالذكر أن هذا الورم يُعد من الأورام الشائعة جدًا وتُصاب به نحو 75% من النساء خلال حياتهن
لكنه ليس خطيرًا لأنه لا يتحول إلى ورم سرطاني ، فضلًا على أنه لا يشكل أي خطر للإصابة بالأورام السرطانية الرحمية
اسباب الورم الليفي في الرحم
في حين أن السبب الدقيق للأورام الليفية غير معروف، إلا أنه قد أظهرت الأبحاث أن الأورام الليفية في الرحم تميل إلى النمو من الخلايا الجذعية في الرحم
بشكل عام تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالورم الليفي في الرحم ما يلي
1- العمر
حيث تصبح الأورام الليفية أكثر شيوعًا مع تقدم النساء في العمر، خاصة خلال الثلاثينيات والأربعينيات من العمر خلال انقطاع الطمث ، وفي عمر 45 عامًا تُصاب نسبة تصل إلى حوالى 70% من النساء بورم ليفي واحد على الأقل (اى من كل 10 نساء 7 نساء) ، بعد انقطاع الطمث عادة ما تتقلص الأورام الليفية
2- التاريخ العائلي
حيث أن في حال ما كان لدى المريضة تاريخ عائلي من الأورام الليفية، في هذه الحالة سوف يكون هناك فرصة متزايدة أعلى بثلاث مرات تقريبًا من المتوسط لحدوث الأورام الليفية
3- العرق
النساء من أصل أفريقي وأمريكيات اللاتينية لديهن خطر أكبر للإصابة بالورم الليفي في الرحم ،حيث تكون العديدُ من الأورام الليفيَّة صغيرةً
ولا تُسبِّبُ أيَّة أعرَاض،ولكن نَحو ربع النساء من ذوات البشرة البيضاء، ونصف النساء من ذوات البشرة السوداء يُصبنَ في نهاية المطاف بأورام ليفيَّة تُسبِّب الأعراض
4- ارتفاع مستوى الأستروجين
حيث أن هرمونات الأستروجين والبروجسترون التي تعزز التراكمات في الرحم في كل دورة حيض تشجع على تكوين الأورام الليفية، نظرًا لأن الأورام الليفية تحتوي على المزيد من الهرمونات
فإنها تميل إلى أن توجد في الغالب لدى النساء في سنوات الإنجاب
تميل الأورام الليفية إلى الانكماش في الحجم مع انخفاض مستويات الاستروجين والبروجسترون لدى النساء بالقرب من سن اليأس
5- الوزن
النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية، يكون الخطر أكبر مرتين إلى ثلاث مرات من المتوسط
وتعتبر الأورام الليفية هي أكثر شُيُوعًا بين النساء اللواتي يُعانين من زيادة الوزن.
اعراض الورم الليفي في الرحم
بشكل عام لا تشكو النساء من أعراض الورم الليفي في الرحم، أما في الحالات التي يسبب فيها هذا الورم شكاوى معينة فإن الأعراض التي من الممكن أن تعاني منها المصابات تكون على النحو التالي
1- الألم في منطقة الحوض أو الظهر
2- النزيف الغزير خارج فترة الدورة الشهرية
3- زيادة حجم البطن
4- الإمساك أو الإسهال
5- الألم أثناء الجماع
6- الألم أثناء الجماع
يذكر أنه كلما كان حجم الورم الليفي أكبر، كلما ازدادت احتمال أن يسبب اعراضًا، حيث أن الأعراض تستند إلى حجم وعدد وموضوع الأورام الليفية
كما ننصح بالتوجه إلى الطبيب المختص في حال مواجهة أي من الأعراض السابق ذكرها للاطمئنان
وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن يؤدي الورم الليفي الذي لا يسبب أعراض قبل الحمل إلى ظهور مشاكل أثناء الحمل، مثل
1- الإسقاط او الإجهاض ( اى فقدان الجنين قبل الاسبوع ال20 من الحمل)
2- الولادة المبكرة
3- نزيف شديد بعد الولادة
مضاعفات الورم الليفي في الرحم
كما قلنا أن الأورام الليفية في الرحم لا تُعد خطيرة علاوة على ذلك فهي لا تؤدي إلى أي مضاعفات، لكنها من الممكن أن تؤدي إلى الشعور بعدم الارتياح، وقد تؤدي إلى ما يلي
1- فقر الدم: في حال ما كانت تسبب نزيفًا حادًا
2- التقليل من فرص الحمل
في حال ما تسبب منع دخول السائل المنوي من عنق الرحم إلى قناة فالوب، في هذه الحالة قد تقلل من احتمالات حدوث الحمل
3- الولادة المبكرة
حيث أن الأورام العضلية الكبيرة والكثيرة من الممكن أن تجعل وضعية الجنين الجسدية داخل الرحم غير سليمة، وقد تؤدي إلى حدوث ولادة مبكرة
4- تشويه شكل الرحم
من الممكن أن يؤدي إلى زيادة حجمه بشكل ملحوظ حتى يصل إلى الحجاب الحاجز
طرق علاج الورم الليفي في الرحم
تختلف طرق العلاج المتاحة للورم الليفي في الرحم وفقًا لحجم الورم وعمر المريضة والأعراض المصاحبة. وتشمل طرق العلاج:
أولًا: المراقبة الطبية
النساء اللواتي لديهن أورام ليفية ولكن من دون أعراض تسبِّب الانزعاج أو مشاكل أخرى، لا تكُون المُعالجة ضروريَّة
ويقومُ الأطباءُ بإعادة فحصهن كل 6 إلى 12 شهرا حتى يستطيعوا تحديد ما إذا كانت الأعراض تتفاقم أو تخفّ وما إذا كانت الأورام الليفية تنمو.
ثانيًا: العلاج الدوائي
يمكن استخدام بعض الأدوية لتقليل حجم و اعراض الورم الليفي في الرحم، ولا يوجد دواء يمكن ان يؤدى الى تقليل حجم الورم بشكل دائم ولكن تأثيره يكون بشكل مؤقت
1- منبِّهات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية (Gonadotropin-releasing hormone agonists)
تُعد من اكثر الادوية استخداما وأكثرها شيوعا
– تؤدى إلى انكماش أو تقليل حجم الأورام الليفية و الحد من النزيف ، وذلك عن طريق جعل الجسم يُنتج كمية أقل من الإستروجين
– أحيانا ما يتم استخدامها قبل إجراء العمليات الجراحية حتى تسهل من عملية استئصال الورم الليفى و تقلل النزيف
– نظرا لأنها تؤثر على العظام و كثافته، فمن الممكن ان تؤدى الى هشاشة العظام و لذلك غالبا ما يتم استخدامها فترة لا تتعدى الست اشهر و احيانا ما يتم تجنب هذه المشكلة عن طريق استخدام جرعات منخفضة من هرمون الإستروجين مع البروجيستين (دواء يُشبه هرمون البروجستيرون)
على الرغم من فوائدها إلا أنها عندما تتوقف لفترة حوالى 6 أشهر، قد تصبح الأورام كما كانت قبل العلاج
4- يعتبر دواء ليوبرولايد leuprolide و دواء جوزرلين goserelin من أكثر أنواع هذه الأدوية المستخدمة.
2- البروجيستينات (Progestins)
على عكس الأدوية السابقة ، هذه الأدوية لا تؤدي إلى تقليص حجم الورم ولكنها تعمل على منع أو تقليل النزيف عن طريق منع النمو المفرط لبطانة الرحم
يمكن استخدامها عن طريق الفم يوميا أو لفترة من 10 ايام الى اسبوعين مع كل دورة شهرية
يمكن ايضا ان تستخدم فى شكل حقن مرة كل 3 أشهر مثل الحقن التي تحتوي على أسيتات ميدروكسي بروجستيرون ((Medroxyprogesterone acetate
يستخدِم أيضا اللولب الرحمي الذي يطلق بروجستين يسمى الليفونورجيستريل levonorgestrel
تساعد أيضا البروجيستينات فى منع الحمل إذا تم استخدامها يوميا سواء كان عن طريق الفم أو عن طريق الحقن أو من خلال استخدام اللولب
من الآثار الجانبية لهذه المجموعة انها تسبب الانزعاج و اكتساب الوزن والاكتئاب
3- الادوية الأخرى
يتم استخدامها فى حالة فشل الادوية السابقة فى عملها أو كانت ذات آثار جانبية شديدة على مستخدمها ، ومن أمثلتها:
أ- مفيبريستون Mifepriston: تؤدي إلى انكماش الورم الليفى والرحم عن طريق انها تمنع عمل هرمون البروجستيرون
ب- دانازول danazol: هذا الدواء يحاول على منع نشاط الإستروجين والبروجستيرون، و لكنه يؤدي إلى العديد من الأثار الجانبية مثل اكتساب الوزن وحب الشباب وزيادة في شعر الجسم وانتفاخ الكاحلين وتساقط شعر فروة الرأس وجفاف المهبل
ملاحظة دوائية:
قد تساعد مضادات الالتهاب أو المسكنات من Nonsteroidal anti-inflammatory drugs أو (NSAIDs) مثل الفولتارين و الكاتفلام فى تسكين الألم ولكنها لا تؤدي الى وقف النزيف.
ثالثًا: العلاج الجراحي
في بعض الحالات يتطلب الورم الليفي في الرحم إجراء عملية جراحية لإزالة الورم
يتم التوجه الى الحل الجراحي غالبا فى هذه الحالات:
1- فى حالة تضخم الورم الليفى بمعدل سريع
2- استمرار النزيف أو عدم توقفه بالعلاج الدوائى
3- شدة و استمرار الألم
4- وجود ورم ليفى كبير يسبب مشاكل مثل تكرار الحاجة إلى التبول أو الإمساك أو وجود ألم أثناء الجماع
5- فى حالة وجود ورم ليفي يؤدي إلى العقم أو مشاكل أثناء الحمل
6- يتم تحديد النوع المناسب للجراحه اعتمادا على حجم و عدد و مكان الورم من قبل الطبيب المختص
و تتم الجراحة عن طريقين:
استئصال الرحم
الحل الجذرى للأورام الليفية و لكنه يعوق قدرة النساء على الإنجاب فيما بعد.
استئصال الورم العضلي myomectomy:
تتم فقط استئصال الورم الليفي على عكس استئصال الرحم، و تستطيع النساء الحمل والإنجاب ؛ولكن بعد استئصال الورم العضلي، قد تنمو أورام ليفية جديدة، وتحتاج نسبة تصل إلى نحو 25% من النساء إلى استئصال الرحم من بعد فترة تتراوح بين 4 إلى 8 سنوات لاحقة.
رابعًا: العلاجات الأخرى
يمكن استخدام علاجات أخرى لتدمير الأورام الليفية بدلاً من استئصالها،وقد تؤدي هذه العلاجات إلى الحد من الاعراض
ولكن لا يُعرف بدقَّة كم سيستمرّ التخفيف من الأعراض؛وتنطوي هذه الإجراءات على:
1- إصمام الشَّريان الرحميّ (سدّه) uterine artery embolization
2- يتم الحقن بجزيئات صغيرة تصل الى الشرايين المغذية للورم فتسد الشرايين و تؤدى الى موت الورم الليفى .
3- تخطيط الصدى بألأمواج فوق الصوتية المُركَّزة عالية الشدَّة
4- تخطيط الصَّدى المُركَّز الموجَّه بالرنين المغناطيسي
5- حيث يتم استخدام الموجات الصوتية لتدمير الأورام الليفية
6- الاجتثاث بالترددات الراديوية
يتم استخدام إبرة تمرر تيارا كهربيا أو حرارة الى داخل الورم لكى يتم تدميره.
7- الاجتثاث بالبرودة
يتم استخدام البرودة لتدمير الورم الليفى.