البنكرياس هو عضو داخلي كبير موجود بصورة أفقية في القسم السفلي الخلفي من جوف البطن، يفرز إنزيمات تساعد في عمليات الهضم، بالإضافة إلى هرمونات تُساعد في تنظيم استقلاب السكريات والكربوهيدات في الجسم. فما هي اعراض سرطان البنكرياس؟!
سرطان البنكرياس
يحدث سرطان البنكرياس عندما تتحول الخلايا الطبيعية في البنكرياس إلى خلايا غير طبيعية ويصبح نموها خارج السيطرة. البنكرياس هو عضو يوجد خلف المعدة. وهو يصنع الهرمونات والعصارات التي تساعد الجسم على هضم الطعام
وتجدر الإشارة إلى أن للبنكرياس وظيفتان رئيسيتان هما
- إنتاج الهرمونات، بما في ذلك تلك التي تنظم مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم
- إنتاج العصارات الهاضمة التي تساعد الجسم على تفتيت الطعام
كما يًعد سرطان البنكرياس واحدًا من أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان الرئيسية في الولايات المتحدة. يمكن أن يؤثر نوعان من السرطان على البنكرياس:
- غدة البنكرياس القنوية التنكسية Pancreatic ductal adenocarcinoma: وهو النوع الأكثر شيوعًا وهو سرطان البنكرياس الخارجي الذي ينشأ في القنوات البنكرياسية . تكون القنوات مسؤولة عن نقل عصارة الهضم البنكرياسية إلى الأمعاء
- الأورام العصبية الغدية البنكرياسية Pancreatic neuroendocrine tumors : نوع آخر من السرطان يتكون من مجموعة من الأورام التي تنشأ من الخلايا التي تنتج هرمونات مثل الإنسولين. تسمى هذه الأورام “الأورام العصبية الغدية البنكرياسية”.
كيف تعرف انك مصاب بسرطان البنكرياس؟
تشخيص سرطان البنكرياس يشمل عدة خطوات واختبارات. إليك بعض الأعراض والإجراءات التي قد تساعد في التشخيص:
الأعراض: قد تشمل الأعراض التي يمكن أن تشير إلى سرطان البنكرياس الألم في البطن العلوي أو الظهر، فقدان الوزن غير المبرر، فقدان الشهية، الغثيان، القيء المستمر، اصفرار الجلد والعينين (يرافقه ارتفاع في مستويات البيليروبين)، حكة جلدية، تغيرات في البراز (براز دهني أو براز أخضر داكن)، وارتفاع في مستويات السكر في الدم.
الفحص البدني: يتضمن فحص الأطباء للبطن والظهر للتحقق من التورمات أو العلامات الجسدية الأخرى.
الفحوص التشخيصية التصويرية: تشمل الفحوص التشخيصية مثل التصوير بالأشعة المقطعية (CT scan) والرنين المغناطيسي (MRI) والموجات فوق الصوتية (ultrasound)، والتي يمكن أن تساعد في تحديد حجم الورم وموقعه وانتشاره.
فحوص الدم: قد يتم طلب فحوص الدم لفحص مستويات مختلفة من الإنزيمات والهرمونات والمركبات الكيميائية التي يفرزها الورم والتي يمكن أن تساعد في التشخيص.
فحص الأنسجة (البيوبسي): في حالة الاشتباه في وجود ورم في البنكرياس، يمكن أن يتم أخذ عينة صغيرة من النسيج (البيوبسي) من البنكرياس لفحصها تحت المجهر وتحديد ما إذا كانت توجد خلايا سرطانية.
مهم أن تتذكر أن هذه الأعراض والإجراءات ليست تشخيصًا قطعيًا لسرطان البنكرياس. قد يتطلب التأكد النهائي من وجود السرطان إجراءات إضافية واستشارة أطباء متخصصين مثل طبيب الأمراض الهضمية أو طبيب الأورام.
اعراض سرطان البنكرياس
في الغالب فإنه لا تظهر أعراض سرطان البنكرياس إلا بعد أن يكون الورم قد وصل إلى مرحلة متقدمة نسبيًا، حين تبدأ الأعراض بالظهور فإنها قد تشمل
1- الألم
الألم هو أحد الأعراض الشائعة. عادة ما يظهر في الجزء العلوي من البطن كألم ممل ينتشر إلى الظهر. يمكن أن يأتي الألم ويذهب، وقد يزداد سوءا بعد تناول الطعام.
2- فقدان الوزن
يفقد بعض الأشخاص الوزن بسبب فقدان الشهية، والشعور بالشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، أو الإسهال. قد تكون حركات الأمعاء دهنية وتطفو في وعاء المرحاض لأنها تحتوي على دهون غير مهضومة.
3- الصفراء
تلوينًا أصفر للجلد وللعينين، قد لا تكون حركات الأمعاء باللون البني الطبيعي وبدلاً من ذلك تكون ذات مظهر رمادي، وقد تكون البول داكن اللون. تسبب الصفراء انسداد تدفق الصفراء من خلال القنوات الصفراوية التي تأتي من الكبد والمرارة إلى الأمعاء، حيث تساعد الصفراء في هضم الطعام. يسبب السرطان هذا الانسداد.
اسباب سرطان البنكرياس
هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، تشمل أهمها ما يلي
1- التدخين
حيث أن التدخين يُعتبر أحد العوامل الرئيسية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، يذكر أن الأشخاص الذين يدخنون لديهم خطرًا أكبر بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بغير المدخنين
2- العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة
3- التهاب البنكرياس المزمن
حيث أن التعرض لالتهاب البنكرياس المزمن مثل الالتهاب المزمن للبنكرياس المرتبط بالتدخين أو غير المرتبط بالمحول، يُعتقد أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس
4- اضطرابات السكري
أشارت بعض الدراسات في هذا الشأن إلى أن وجود اضطرابات السكري من النوع الثاني لفترات طويلة من الممكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس
5- العمر
يزداد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مع التقدم في العمر، حيث يصبح الإصابة بهذا المرض أكثر شيوغًا لدى الأشخاص الذين تخطوا حاجز 65 عامًا
يرجى ملاحظة أن وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بسرطان البنكرياس، فمعظم الأشخاص الذين يعانون من هذه العوامل لا يصابون بالمرض. إذا كنت تعتقد أن لديك خطرًا مرتفعًا للإصابة بسرطان البنكرياس، يُنصح بمراجعة الطبيب لمناقشة تاريخك الطبي والعوامل المحتملة المؤثرة في خطر الإصابة بالمرض.
تشخيص سرطان البنكرياس
إذا ظهرت عليك اعراض سرطان البنكرياس تثير الشك ، سيقوم طبيبك بطلب مجموعة من الفحوصات للتأكد من وجوده
تشمل أهم هذه الاختبارات ما يلي
1- اختبارات الدم
2- اختبارات التصوير
قد تشمل هذه الأمواج فوق الصوتية، والمسح المحوسب بالتصوير الشعاعي (CT)، أو دراسة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
3- الإجراءات بالمنظار
غالبًا ما يتم إجراء إجراءات نهائية أو تدخلية للجهاز الهضمي بما في ذلك التصوير بالمنظار بالموجات فوق الصوتية (EUS) والتشخيص الخلفي للمرارة والبنكرياس باستخدام المنظار (ERCP). تلك الإجراءات يمكن أن تظهر إذا كان هناك كتلة أو نمو في البنكرياس وما إذا كان يؤثر في الأعضاء المجاورة أو إذا انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
4- الخزعة biopsy
في معظم الحالات، سيوصي طبيبك بإجراء خزعة لتأكيد تشخيص السرطان. وتكون الخزعة عبارة عن إزالة قطعة صغيرة من الأنسجة من الكتلة. حيث يقوم الطبيب بفحص الأنسجة تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت هناك علامات على السرطان.
لإجراء الخزعة، سيستخدم الطبيب CT scan or ultrasound بالتصوير الشعاعي أو الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع الكتلة، ثم يدخل إبرة في الكتلة ويأخذ عينة من الأنسجة. يمكن الحصول على الخزعة أيضًا عن طريق الإجراءات المنظارية مثل ERCP أو EUS.
علاج سرطان البنكرياس في مركز HCC
يُعد العلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي، والجراحة خيارات العلاج المتاحة بالنسبة لمرضى سرطان البنكرياس
وتجدر الإشارة إلى أنه غالبًا ما تكون الجراحة أول خطوة في العلاج لإزالة الورم بشكل كامل
كما أنه يمكن الشفاء من سرطان البنكرياس في حال ما تم تشخيصه في مراحل مبكرة
نسبة شفاء سرطان البنكرياس
تختلف النسبة المئوية لشفاء سرطان البنكرياس من حالة إلى أخرى، حيث تعتمد على عدة عوامل بما فيها مرحلة المريض
ونوع العلاج المتبع، ومدى انتشار السرطان في الجسم، بالإضافة إلى حالة المريض الصحية بشكل عام
ومع ذلك، فإن نسب الشفاء تُعد منخفضة إلى حد ماء، وهذا الانخفاض راجع إلى عدة عوامل بما في ذلك صعوبة تشخيص سرطان البنكرياس في مراحل مبكرة
فضلًا على أن اكتشافه في الغالب يتم عندما يكون قد تقدم بشكل كبير
وتجدر الإشارة إلى أن نسبة البقاء تعتمد على قدرة السرطان على السيطرة على العلاج وانتشاره في مرحلة مبكرة
حيث أنه قد يكون هناك خيار لإزالة الورم الخبيث من البنكرياس عن طريق التدخل الجراحي، وتكون فرص الشفاء أعلى في هذه الحالة
ومع ذلك، من الممكن أن يكون السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، فإن فرص الشفاء تقل بشكل كبير
لذا ننوه في هذا السياق إلى أنه بمجرد الشك أو الاشتباه في أحد الأعراض التي نوهنا عليها سابقًا لابد من التوجه فورًا إلى الطبيب المختص للتشخيص المبكر للسرطان ومن ثم العلاج المبكر