من أهم أعراض سرطان الرحم المبكرة 

الأستاذ الدكتور محمد سعد العشري

 أستاذ علاج الأورام بكلية الطب بجامعة المنصورة – المدير الإكلينيكي لمجموعة مراكز أمل لعلاج الأورام – عضو الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام – عضو الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام – الرئيس السابق للجمعية الإكلينيكية الدولية لعلاج الأورام

أعراض سرطان الرحم

المحتويات

يُعتبر سرطان الرحم هو السرطان الأكثر شيوعًا في الجهاز التناسلي الأنثوي، ورابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء عمومًا، بعد سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم، فما أهم أعراض سرطان الرحم المبكرة ?

ما هو الرحم

يُشكل الرحم جزءًا من الجهاز التناسلي للمرأة، حيث أنه في فترة الحمل يكون نمو الجنين في داخل الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنه للرحم جزء علوي يسمى جسم الرحم

ينشأ سرطان الرحم وينمو إما في الجزء السفلي من الرحم، ويسمى عنق الرحم، بينما السرطان الذي يتكون في هذا المكان يسمى سرطان عنق الرحم 

سرطان الرحم

سرطان الرحم هو نوع من السرطان الذي يُصيب الرحم، حيث يبدأ بالنمو غير الطبيعي أو الخبيث للخلايا التي تتكون من خلايا أنسجة الرحم أو حتى تتشكل في العضلات أو أنسجة الرحم الأخرى

ولحسن الحظ، يُعتبر سرطان الرحم واحدًا من أكثر أنواع السرطانات القابلة للعلاج، خصوصًا في حال تشخيصه واكتشافه في وقت مبكر، لذا يُفضل زيارة الطبيب فورًا في حال ظهر لدى المرأة أي مؤشرات وعلامات سرطان الرحم والتي سوف نتكلم عنها تباعًا 

أنواع سرطان الرحم 

هناك نوعان رئيسيان من سرطان الرحم هما 

1- سرطان بطانة الرحم

سرطان بطانة الرحم هو سرطان يتطور في البطانة الداخلية للرحم ويسمى بطانة الرحم

2- سرطان ساركوما الرحم

وهو سرطان نادر يتطور في عضلات جدار الرحم، والذي يُعرف باسم عضل الرحم 

أسباب سرطان الرحم

سرطان الرحم هو نوع من أنواع سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي. يتكون الرحم من طبقة عضلية سميكة تسمى الرحم وطبقة رقيقة من الأنسجة المخاطية تسمى البطانة الرحمية. يمكن أن تحدث خلايا غير طبيعية في هذه الأنسجة وتتحول إلى سرطان.

تعتبر الأسباب المحتملة لسرطان الرحم متعددة وتشمل ما يلي:

التغيرات الهرمونية

يعتبر الاضطراب في التوازن الهرموني أحد العوامل المساهمة في سرطان الرحم. ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين بالنسبة للبروجسترون يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.

السن والهرمونات الجنسية

يزداد خطر سرطان الرحم مع التقدم في العمر. النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس (سن الأربعين وما بعدها) أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم. النساء اللاتي لم ينجبن، واللاتي أنجبن للمرة الأولى بعد سن الـ30 عامًا، واللاتي يعانين من اضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض، يمكن أن يكون لديهن خطر أعلى.

السمنة

السمنة تعتبر عاملاً خطيراً يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم. يتم تحويل الاستروجين في الجسم بواسطة الأنسجة الدهنية، وعندما يكون لديك مستويات عالية من الدهون الزائدة في الجسم، فإن ذلك يزيد من إنتاج الاستروجين ويمكن أن يؤدي إلى تطور سرطان الرحم.

العوامل الوراثية

قد يكون للعوامل الوراثية دور في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم. إذا كانت لديك أقارب مباشرين (مثل الأم أو الأخت) قد أصيبوا بسرطان الرحم، فقد يكون لديك خطر مرتفع.

الاستخدام الطويل للأدوية المعينة

استخدام بعض الأدوية التي تحتوي على الاستروجين فقط دون البروجستيرون، مثل علاج الاستروجين الهرموني للاكتينوميستين (HRT)، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.

مع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الأسباب فقط تشير إلى بعض العوامل المحتملة المرتبطة بسرطان الرحم، ولا يعني وجود أي من هذه العوامل أنه سيتم تطوير سرطان الرحم بالضرورة. يعتبر سرطان الرحم متعدد الأسباب، وعادةً ما ينجم عن تفاعل معقد لعدة عوامل.

من المهم أن تتخذي إجراءات وقائية للحد من خطر الإصابة بسرطان الرحم، مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضروات والألياف، والحصول على الرعاية الصحية الدورية وفحوصات الفحص المنتظمة للكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في الرحم.

أعراض سرطان الرحم

يمكن أن تشبه علامات سرطان الرحم علامات العديد من الحالات. وهذا ينطبق بشكل خاص على الحالات الأخرى التي تؤثر على الأعضاء التناسلية. إذا لاحظت ألمًا غير عادي أو نزيف مهبلي غير منتظم، فتحدثي إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. التشخيص الدقيق مهم حتى تتمكن من الحصول على العلاج المناسب.

1- نزيف مهبلي بين الدورات الشهرية قبل انقطاع الطمث.

2- نزيف مهبلي أو بقع دم بعد انقطاع الطمث، ولو بكمية بسيطة.

3- ألم في أسفل البطن أو تشنج في الحوض، أسفل بطنك مباشرة.

4- إفرازات مهبلية رقيقة بيضاء أو شفافة إذا كنتِ في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

5- نزيف مهبلي طويل الأمد أو كثيف أو متكرر إذا كان عمرك أكبر من 40 عامًا.

أعراض سرطان الرحم المبكرة

أولًا: سرطان بطانة الرحم

بالنسبة لمعظم النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم، فإن النزيف غير الطبيعي (مثل النزيف غير المرتبط بالدورة الشهرية أو الذي يحدث بعد انقطاع الطمث) هو العرض الأكثر شيوعًا، وأول ما يلاحظونه. 

عادةً ما تؤثر أعراض الورم في الرحم على النساء قبل انقطاع الطمث وبعد انقطاع الطمث. 

تشمل الأعراض الشائعة الأخرى لسرطان بطانة الرحم ما يلي:

1- إفرازات مهبلية غير عادية لا تنتج عن الدورة الشهرية

2- التبول الصعب أو المؤلم

3- الألم أثناء ممارسة الجنس

4- آلام الحوض

5- فقدان الوزن غير المقصود

ثانيًا: ساركوما الرحم

بالنسبة لمعظم النساء المصابات بساركوما الرحم، فإن النزيف المهبلي غير المعتاد أو البقع Spotting  هو العرض الأكثر شيوعًا. 

قد يشمل النزيف المهبلي غير الطبيعي النزيف الذي يحدث خارج فترة الحيض أو نزيف ما بعد انقطاع الطمث.

تشمل الأعراض الشائعة الأخرى لأورام الرحم ما يلي:

1- كثرة التبول

2- ألم في البطن أو شعور بالامتلاء في البطن

3- كتلة (كتلة أو نمو) في المهبل

4- الشعور المستمر بالشبع

قد تكون هذه العلامات والأعراض ناجمة عن حالات أخرى غير سرطان الرحم. وينصح المرضى الذين يعانون من أي منها بزيارة الطبيب لتحديد السبب.

أعراض سرطان الرحم للعذراء

يمكن أن تُصاب المرأة العذراء بسرطان الرحم، كما أن هناك العديد من الحالات لفتيات أصبن في سن  صغير مثل 16 و19 بهذا المرض، ونحن إذ ننوه في هذا السياق إلى أنه لا تختلف الأعراض فى حالة العذراء، فقد تم نشر حالة لمريضة 33 سنة عذراء مصابة بسرطان بطانة الرحم في البحرين و كانت تشكى من الاتى:

عدم انتظام الدورة الشهرية ونزيف الحيض الغزير المتقطع لمدة 4 أشهر، مع وجود نزيف مستمر وشديد في الأسبوعين الأخيرين ولم يتوقف بأي دواء. قبل هذه الأشهر الأربعة كانت دورتها منتظمة ولكنها تطول من 10 إلى 12 يومًا في الشهر. 

كان لديها تاريخ من الأورام الليفية في الرحم، ولم يكن لديها تاريخ سابق للعلاج الهرموني ولا تاريخ طبي ملحوظ آخر. كان تاريخ عائلتها سلبيًا بالنسبة لسرطان المبيض والرحم والقولون. بدأ الحيض في سن 15 عامًا، وكان طولها 155.7 سم ووزنها 50.5 كجم. كان مؤشر كتلة الجسم لديها 20.80 كجم/م2 محسوبًا بقسمة وزن الجسم على مربع الطول (كجم/م2)، دون أي تاريخ لأي نشاط جنسي.

أعراض سرطان الرحم الحميد

الأورام الليفية الرحمية هي نمو شائع في الرحم. غالبًا ما تظهر خلال السنوات التي تكونين فيها عادةً قادرة على الحمل والولادة. الأورام الليفية الرحمية ليست سرطانًا، ولا تتحول أبدًا إلى سرطان. ولا ترتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان في الرحم. تُسمى أيضًا الأورام العضلية الملساء أو الأورام العضلية.

كثيرًا من السيدات اللاتي يعانين من الأورام الليفية الرحمية ليس لديهن أي أعراض. بالنسبة لأولئك الذين يفعلون ذلك، يمكن أن تتأثر الأعراض بموقع وحجم وعدد الأورام الليفية.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للأورام الليفية الرحمية ما يلي:

1- نزيف الحيض الثقيل أو فترات مؤلمة.

2- فترات أطول أو أكثر تواترا.

3- ضغط الحوض أو الألم.

4- كثرة التبول أو صعوبة في التبول.

5- منطقة المعدة المتنامية.

6- إمساك.

7- ألم في منطقة المعدة أو أسفل الظهر، أو ألم أثناء ممارسة الجنس.

في حالات نادرة، يمكن أن يسبب الورم الليفي ألمًا مفاجئًا وخطيرًا عندما يتجاوز تدفق الدم ويبدأ في الموت.

في كثير من الأحيان، يتم تجميع الأورام الليفية حسب موقعها. تنمو الأورام الليفية داخل الرحم داخل الجدار العضلي للرحم. الأورام الليفية تحت المخاطية تنتفخ في تجويف الرحم. تتشكل الأورام الليفية تحت المصلية على السطح الخارجي للرحم.

أعراض سرطان الرحم بعد سن اليأس

بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث، قد تشمل الأعراض ما يلي:

1- نزيف أو إفرازات مهبلية غير طبيعية

2- آلام الحوض

3- فقدان الوزن غير المبرر

4- التبول الصعب أو المؤلم

5- تضخم الرحم (يتم اكتشافه أثناء فحص الحوض)

6- ألم أثناء الجماع

7- ضعف أو ألم في أسفل البطن أو الظهر أو الساقين

تشخيص سرطان الرحم

تشخيص سرطان الرحم يتطلب سلسلة من الاختبارات والإجراءات التي يقوم بها الأطباء المتخصصون في أمراض النساء. إليك بعض الإجراءات الشائعة لتشخيص سرطان الرحم:

التاريخ الطبي والفحص البدني: 

يقوم الطبيب بالاستماع إلى تاريخك الطبي والأعراض التي تعاني منها. يجري فحص بدني للتحقق من وجود أي تغيرات في الرحم أو الأعضاء المجاورة.

الفحص البيلوجي: 

قد يتم إجراء اختبار باب الرحم (Pap test)، وهو فحص يتم خلاله أخذ عينة من الخلايا من عنق الرحم والبطانة الرحمية للتحقق من وجود تغيرات سرطانية أو مسبقة للسرطان. هذا الفحص يعتبر فحصًا مبكرًا هامًا للكشف عن تغيرات محتملة.

الأشعة التصويرية: 

يمكن استخدام الأشعة التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية (السونار) للحصول على صورة مفصلة للرحم والأعضاء المحيطة به. قد يساعد هذا الفحص في رصد أي تغيرات غير طبيعية في الرحم.

فحص الرحم بواسطة المنظار: 

قد يقوم الطبيب بإجراء فحص الرحم بواسطة المنظار، وهو إجراء يشمل إدخال أداة طويلة ورقيقة تسمى المنظار الرحمي إلى الرحم من خلال المهبل والرحم. يسمح هذا الفحص بتقدير حجم الأورام وموقعها والتحقق من وجود أي تغيرات سرطانية.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الحوسبة المقطعية (CT scan): 

في بعض الحالات، يتم استخدام هذه الأدوات للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد للرحم والأعضاء المحيطة به لتقييم الحجم والانتشار المحتمل للسرطان.

الفحوص الإضافية: 

في حالة الاشتباه في وجود سرطان الرحم، قد يتم إجراء خزعة (Biopsy) من الرحم. يتم أخذ عينة صغيرة من النسيج الرحمي المشبوه وإرسالها للتحليل المجهري لتحديد وجود الخلايا السرطانية.

علاج سرطان الرحم

يعتمد علاج سرطان الرحم على عدة عوامل بما في ذلك مرحلة المرض وحجم الورم والحالة الصحية العامة للمريضة، وبشكل عام تشمل أهم خيارات العلاج ما يلي 

1- الجراحة

حيث أن الجراحة تعد العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الرحم، يتضمن ذلك إزالة الرحم بالكامل (الاستئصال الكلي للرحم)، وقد يتم إزالة الأنابيب الدموية والغدد اللمفاوية المجاورة إذا كان الورم يشتبه في انتشارها. قد يتم أيضًا إجراء استئصال جزئي للرحم (الاستئصال الجزئي للرحم) في حالات معينة.

2- العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي لسرطان الرحم بعد العملية الجراحية لقتل الخلايا السرطانية المتبقية أو كعلاج رئيسي في حالات متقدمة. يتم توجيه الأشعة إلى منطقة الرحم المصابة بهدف تدمير الخلايا السرطانية.

3- العلاج الهرموني

يستخدم العلاج الهرموني في بعض الحالات للتحكم في نمو الورم السرطاني. قد يتضمن ذلك استخدام العقاقير التي تؤثر على هرمونات الاستروجين التي تغذي الورم السرطاني.

4- العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي لسرطان الرحم إما قبل الجراحة لتقليل حجم الورم، أو بعد الجراحة للتأكد من القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية أو في حالات متقدمة للتحكم في الأعراض.

يتم تحديد العلاج المناسب بناءً على تقييم شامل لحالة المريضة، ويتم تنسيق العناية بالمرضى بين الأطباء المتخصصين في أمراض النساء وأطباء الأورام. يجب أن يقوم الطبيب المعالج بشرح الخيارات المتاحة وفوائدها ومخاطرها المحتملة، ومناقشة الخطة العلاجية المناسبة لحالة مريضتك.

الأسئلة الشائعة 

هناك بعضًا من الأسئلة التي تدور في ذهن المريضات اللاتي تعانين من خطر الإصابة بسرطان الرحم، تشمل أهمها ما يلي

كيف تعرفين انك مصابة بسرطان الرحم؟

هناك بعضًا من الأعراض التي تُشير إلى وجود ورم في الرحم مثل 
1- نزيف مهبلي بين الدورات الشهرية قبل انقطاع الطمث.
2- نزيف مهبلي أو بقع دم بعد انقطاع الطمث، ولو بكمية بسيطة.
3- ألم في أسفل البطن أو تشنج في الحوض، أسفل بطنك مباشرة.
4- إفرازات مهبلية رقيقة بيضاء أو شفافة إذا كنتِ في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
5- نزيف مهبلي طويل الأمد أو كثيف أو متكرر إذا كان عمرك أكبر من 40 عامًا.

هل سرطان الرحم يكون في الم؟

قد يسبب سرطان الرحم بعضًا من الآلام تشمل 
1- الألم أثناء الجماع
2- آلام الحوض
3- ألم أو شعور بالضغط في الحوض أو أسفل البطن أو الظهر أو الساقين
4- ألم أثناء التبول، صعوبة في التبول أو وجود دم في البول
5- ألم أثناء حركات الأمعاء، حركات الأمعاء الصعبة أو الدم في البراز

ما هي مرحلة ما قبل اكتشاف سرطان الرحم؟

يمكن التعرف على سرطان بطانة الرحم على أنه فى “المرحلة 0” إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة في الطبقة العليا من بطانة الرحم ولم تنمو إلى الخلايا الموجودة أدناه. يُشار أحيانًا إلى سرطان بطانة الرحم في المرحلة 0 على أنه سرطان موضعي أو مرض ما قبل السرطان.

Scroll to Top